تكريم الإنسان

الإنسان كرمه الله واصطفاه وشرفه بخطابه بواسطة أنبيائه الهداة، وسخر له الكون أسفله وأعلاه، وإلى دار الكرامة والنعم دعاه، وأنواع وحيثيات تكريم الإنسان تملأ جوانب الحياة.

فهو مكرم من حيث الصورة قال تعالى:

﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ فى أَحسَنِ تَقويمٍ﴾ [التين: 4 - 4] ومكرم من حيث التكوين إذ زود بالعقل قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهٰتِكُم لا تَعلَمونَ شَيـًٔا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصٰرَ وَالأَفـِٔدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [النحل: 78 - 78] ومكرم من حيث طبيعة الفطرة التى فُطر عليها قال تعالى: ﴿فِطرَتَ اللَّهِ الَّتى فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذٰلِكَ الدّينُ القَيِّمُ﴾ [الروم: 30 - 30] ومكرم من حيث الغاية التى خلق لها والمهمة التى كلف بها قال تعالى: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ۝ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ۝إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾ [الذاريات: 56 - 58] وقال تعالى: ﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسٰنُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: 72 - 72] ومكرم من حيث المعنى الذى هُيئ له قال تعالى: ﴿الرَّحمٰنُ۝عَلَّمَ القُرءانَ۝خَلَقَ الإِنسٰنَ۝عَلَّمَهُ البَيانَ﴾ [الرحمن: 1 - 4] ومكرم من حيث الرتبة والمنزلة قال تعالى: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَنى ءادَمَ وَحَمَلنٰهُم فِى البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنٰهُم مِنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلنٰهُم عَلىٰ كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا﴾ [الإسراء: 70 - 70] وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذى خَلَقَ لَكُم ما فِى الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ استَوىٰ إِلَى السَّماءِ فَسَوّىٰهُنَّ سَبعَ سَمٰوٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ [البقرة: 29 - 29] وقال تعالى : ﴿اللَّهُ الَّذى خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرٰتِ رِزقًا لَكُم وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلكَ لِتَجرِىَ فِى البَحرِ بِأَمرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنهٰرَ۝وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَالقَمَرَ دائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيلَ وَالنَّهارَ۝ وَءاتىٰكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسٰنَ لَظَلومٌ كَفّارٌ﴾ [ابراهيم: 32 - 34] وهو مكرم المصير والديمومة والإسعاد قال تعالى: ﴿مَن عَمِلَ صٰلِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثىٰ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيوٰةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [النحل: 97 - 97] وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة عند مسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل ومن يأبى يا رسول الله قال: (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).